يفشل المشروع برغم نجاح المشروع المماثل

هل تعرف فلان؟ لقد أصبح ناجحاً ما شاء الله، مشروعه الفلاني نجح نجاحاً باهراً وأريد أن أنشئ مشروعاً مماثلاً له. فهذا دليل على نجاح هذا النوع من المشاريع وإذا كان فلان قد نجح فيه فبالتأكيد أنا أستطيع كذلك.

كم من مرة سمعت كلماتٍ مماثلة في المجالس من أشخاص يؤمنون بهذه الفكرة إيماناً تاماً؟ لا غضاضة في الإيمان بأي فكرة ولكن يجب أن تكون هذه الفكرة صحيحة.

ربما تعتبر أن تبني فكرة نجاح مشروع بسبب نجاح شخص آخر فيه فكرة ساذجة، ولكن يؤسفني إخبارك بأن الكثير من المشاريع تفشل بسبب نفس الفكرة! والترياق موجود لمثل هذه الفكرة على المستويين الشخصي والمشاريعي سأعلمك عنه لاحقاً.

لماذا تختلف المشاريع برغم تشابهها

  • عند اعتقاد الناس أن المشاريع تتشابه فإنهم في العادة يتحدثون عن نطاق المشروع، هذا الشخص أنشأ شركة مقاولات وأنا أريد أن أنشئ شركة مقاولات، بينما تمتلك المشاريع العديد من الصفات والمعايير التي يجب أخذها بعين الاعتبار لتكون المقارنة أكثر قبولاً مثل التكلفة والوقت والجودة والمصادر وغيرها.
  • من الممكن أن تكون المشاريع متشابهة فعلاً ولكن هناك عوامل داخلية في المؤسسة أو المنظمة التي يتم تنفيذ المشروع ستؤدي إلى فشل المشروع. مثل تغيير بعض السياسات الداخلية، فقد يتم إصدار قرار داخلي يؤدي إلى بطئ تنفيذ المشروع وبالتالي تأخيره عن وقته وزيادة تكاليفه. اقرأ عن الأكثر ضرراً: أصول العمليات التنظيمية أم العوامل البيئية للمشاريع.
  • إذا افترضنا تشابه المشاريع في نفسها واستقرار العوامل الداخلية، لا بد من أخذ العوامل الخارجية بعين الاعتبار أثناء المقارنة بين المشاريع. مثلاً من الممكن لمشرع ما أن يصدر قرارات تنظيمية تتطلب الحصول على موافقته لإطلاق المشروع ولم تكن مطلوبة أثناء تنفيذ المشروع المماثل. فرفض موافقة المشرع خطر مباشر على نجاح المشروع.

لماذا يقع الناس في هذا الفخ؟

  • كل المبادرات المشاريعية تهدف إلى مشاريع ناجحة، نفس الفكرة تنطبق على مستوى الأفراد برغم اختلاف معايير النجاح بين المؤسسات والأفراد، ولكن أكثر معيار أراه دافعاً للوقوع في فخ افتراض النجاح هو الرغبة في النجاح أو الربح السريع. مفترضاً أن النجاح السابق قد مهد الطريق مسبقاً للنجاح اللاحق.
  • رغبة أصحاب المشاريع في تقليل المجهود التخطيطي أو عدم رغبتهم في بذل المجهود إطلاقاً يمثل أحد أسباب الوقوع في هذا الفخ. تقليل قدر دراسات الجدوى ودراسة المبادرات يؤدي في أقل الأحوال إلى زيادة مجهود أو تكاليف تنفيذ المشاريع، هذا إذا لم يؤدّ إلى فشل المشروع.
  • متابعة الموضة واتجاهات السوق Trends. توفر الموضة تجارب ناجحة عديدة، فبدلاً عن المقارنة مع مشروع واحد يقارن الشخص مشروعه مع عدة مشاريع ناجحة ويعتبر أن نجاح مشروعه أمر تلقائي مثله كمثل غيره من المشاريع الناجحة. توفر الموضة شعوراً بسهولة تحقيق النجاح وهو مزلق خطر إن لم ينتبه له صاحب المشروع.
  • قلة الخبرة والمعرفة بمجال الأعمال والمشاريع ربما تكون السبب الرئيس في الوقوع في فخ افتراض نجاح المشاريع. فلو علم الشخص أو المسؤول أن المشروع معرض إلى الفشل بنسبة عالية ما لم يتبع بعض الخطوات ربما لغيّر رأيه.

الترياق: كيف تتجنب فخ افتراض النجاح

زر المقابر

نعم، عند بدء أي مشروع زر المقابر فستجد فيها الأحلام الجميلة مدفونة مغلفة بأحداث مأساوية موثقة.

عندها ستعلم وتتعلم لماذا تفشل المشاريع المشابهة لتعد ترسانة مناسبة للالتفاف حول مزالق فشل المشروع وأسبابه. عندها على الأقل إن لم تضمن نجاحاً منقطع النظير لمشروعك تكون قد فعلت ما يجب كي تضمن نجاحاً عادياً.

يوجد نشاط مهم في عالم المشاريع ينفذ أثناء سريان المشروع ويركز على إكماله مدراء المشاريع بنهاية المشاريع. يسمى هذا النشاط بتوثيق الدروس المستفادة من المشروع.

كل مدير مشروع محترف يراجع مستندات الدروس المستفادة للمشاريع المماثلة وغير المماثلة كي لا يقع في نفس الفخاخ السابقة. نشاط مراجعة الدروس المستفادة نشاط معياري وضعه معهد إدارة المشاريع.

الخلاصة

إذا أردت العمل على مشروع لا تفترض نجاحه بسبب نجاح مشروع مماثل، ولا تنس أن تزور المقابر كي تعد ما تحتاج لترفع احتمالية نجاح مشروعك.

هل شاهدت أشخاصاً وقعواً في فخ “افتراض نجاح المشاريع” ؟ شاركنا خبرتك في التعليقات


قد يعجبك أيضا

ما رأيك؟ اترك تعليقاً أدناه


  1. في شخص بيعرض خبراته ونصايحه عن طيب خاطر وعاوز الكل يستفيد ، لأنه محب للخير وواثق من نفسه.

    وممكن تلاقي شخص عكسه ، يبخل بالمعلومة والخبرة كأنه مش عاوز حد ينجح غيره ، لأنه مش متصالح مع نفسه.

    * بالمناسبة ، مبارك على عودة التدوينات ؛ آخر تدوينة كانت عن الذكاء الإصطناعي من عشر شهور ونص.

    تحياتي 🌼

{"email":"البريد الالكتروني غير صحيح","url":"رابط الموقع غير صحيح","required":"بعض الحقول المطلوبة لم تتم تعبئتها"}

نجاح!

تنبيه!

خطأ!