حكومات سعيدة بهجمات أنونيموس!

مجموعة أنونيموس هي مجموعة غير منظمة إدارياً، تعمل دون وجود هرم وظيفي و لكن على عكس ذلك يجتمعون على فكرة واحدة و إن اختلفت أهدافهم الشخصية.

الفكرة التي تتّبعها مجموعة أنونيموس واحدة تدور حول الحرية، ربما تكون الفكرة و طريقة تطبيقها تؤدي إلى نوع من الجدلية، و لكن ليس هذا بيت القصيد…

[box type=”shadow” align=”aligncenter” class=”” width=””]غياب القيادة الحكيمة و المسؤولة عن تنفيذ الفكرة من الممكن أن يؤدي إلى سوء إستغلال الفكرة.[/box]

هذا ما كنتُ أفكر فيه…

كما أسلفنا فإن أنونيموس تعمل دون نظام قيادي، بل أن الإنضمام إليها لا يحتاج إلى أدنى عمل! آمِن بالفكرة و اعمل من أجلها و هكذا انضممت إلى أنونيموس، من الممكن أن يكون عضو أنونيموس أيّ شخصٍ بسيط حولك.. أخوك.. إبنك.. أبوك

و بما أن أنونيموس هي فكرة، فهل بالإمكان عند توفر قدر معين من الإمكانات المادية و اللوجستية أن يُساء إستغلالها؟

إنشاء هاشتاق يدعو إلى الإنضمام إلى حملة مهاجمة منطقة معينة أو دولة أو منظمة يجعل من يؤمنون بفكرة أنونيموس يتداعون لتلبية النداء دون أن يعلموا بأنهم أصبحوا قطعاً تُحرّك في طاولة شطرنج أم لا!

هناك فوائد ربما تجنيها بعض الدول إذا أرادت. بل ربما يمتد الأمر إلى محاولة ترتيب هذه الهجمات للحصول على هذه النتائج التي هي من الأثر بعيد المدى.

أذكر لك في هذه التدوينة بعض الفوائد التي قد تجتنيها بعض الكيانات الدولية من هجمات الأنونيموس، مع التغاضي عن الأثر قصير المدى.

1.الوصول إلى ما بعد المتاح (الشهرة)

شهرة أنونيموس

إن الشهرة لها ثمن. حتى على مستوى الدول!
عندما أتحدث عن الشهرة هنا فلا أعني شهرة الدولة بأن تدرج في الخريطة مثلاً، كلا، فكل دول العالم موجودة على خريطته على حد علمي. بل أتحدث عن شهرة الدولة على مستوى الشعوب.
في هذا الزمن التقني و الذي أصبح فيه الجميع يستخدم الهواتف و يقترب إلى حد كبير جداً من التقنية فإن وجود حدث تقني كبير بلا شك سيصنع شأناً يستحق التغطية الإعلامية، و من آثار هذه التغطية الإعلامية الشهرة.
هل تتساءل ماذا تفعل الدول بالشهرة؟ بعض الدول المغمورة أو الناشئة أو المُحارَبة قد تحتاج إلى هذه الشهرة إبتداءً لإستخدامها مستقبلاً في أهداف أخرى.
إذا اردت شراء منتج ما لم تسمع عنه مسبقاً فسيكون من الصعب عليك أن تتقبل الفكرة فوراً، و لكن إذا كنت قد سمعت عنه تكون أكثر تقبلاً للحديث التالي.

2.دغدغة العواطف و كسبها

الإعلام هجمات انونيموس

‌هل سبق و أن شاهدت هذه الصورة التي يظهر بها التأثير البالغ للإعلام السالب على الحقيقة؟

بعض الدول من وجهة نظر بعض الشعوب هي دول مكروهةٌ تماماً، و لكن هل لهذه الكراهية تأثير؟ و لماذا قد يهم دولةً ما أن تحاول كسب ود الشعوب؟
بكل تأكيد ليس من أجل المحافظة على الود المتصل أو من أجل صلة الرحم، و إنما هي لعبة المصالح المتصلة، ما يجعل دولةً ما مكروهة عند شعب ما يعني أن التواصل التجاري و السياسي و الاقتصادي بين البلدين لن يكون كما يجب.
فكثيراً ما ترضخ الحكومات لما ترغب به الشعوب و بالتالي لن تستطيع أن تسبح عكس التيار.
عندما تحدث هذه الهجمات و التي قد تسبب ضرراً غالباً على الدولة أو اي كيان كان فإن بعضاً من بعض يرى أن هذه الدولة مظلومة و قد تكالبت عليها الأمم و ليس من العدل أن يهاجمها أنونيموس بهذه الطريقة و بذلك تكسب شيئاً من العطف.
بل أكثرُ من ذلك، إذا ما استطاعت الدولة المُهاجَمة مقاومة الهجمات و أظهرت نفسها بمظهر المُنتصر المزهو فهذه لعبةٌ أخرى. فلا أحد يحب أن يكون تحت قيادة شاة بل يتمنى أن يتّبع الأسد، و هذا نوع آخر من إكتساب الود.

3.إستحلاب الخبرات

‌من هم أعضاء الأنوينموس؟ إنهم أناسٌ تقنيون من جميع أرجاء البسيطة، بكل التنوع العلمي و الثقافي، و كل الأطياف الفكرية و العلمية.
هذه خبرات شاملة من جميع أرجاء الأرض تتحد جميعها لتضع جميع موظفي الدولة و شركاتها المختصة بأمن المعلومات على أهبة الإستعداد لتلقي الهجمات (في الموعد المحدد).
و ماذا أيضاً؟
تكوين الخبرات
إذا أخبرك شخص ما أنه سوف يلتقيك في مبارزة بتاريخ محدد (أعطاك مهلة) فهل ستجلس بإنتظار هذه المهلة أم ستحاول أن تجعل هذه المبارزة افضل ما يمكن؟ و هل ستحاول الإستفادة منها إذا كنت تعلم أنه من الممكن أن يهاجمك هذا الشخص مرة أخرى؟ أم ستجعلها تذهب من أمام ناظريك هكذا؟
إن الخبرات التي تتحصل عليها الأجهزة العاملة على التصدي لهذه الهجمات هي خبرات من الصعب جداً الحصول عليها من دون الأنونيموس إن لم يكن مستحيلاً، فالهجمات التي تُنشؤها أنونيموس ليس بالهجمات التي تتلقاها الدول و الكيانات بصورة دورية و ليست سهلة أيضاً.
لن يستطيع بكل تأكيد أي كيان أن يتصدى لهذه الهجمات من أول مرة، و لكن بالتكرار و العمل و إستغلال الخبرات تتكون وسائل الدفاع.

4.رفع الثقة بإختبار شامل للقدرات

التجربة خيرُ وسيلة للبرهان

قد لا تعبأ الدول بالخسائر التي تتكبدها من الأموال و الخدمات التي تتوقف و الأسرار التي تُكشف من هجمات الأنونيموس في سبيل أن تتحصل على معلومات تحميها من أن تكون في مثل هذا الحال مستقبلاً.
فماذا تفعل الدول بعد أن تعرضت للهجمات و تلقت خسائر فادحة؟ في علم الإدارة إذا ما حدث خطأ ما فيجب عليك أن تقوم بخطوتين

1. أن تُصلح الخطأ الحالي.
2.أن تقوم بما يجب لتتأكد أن لا يحدث هذا الخطأ مستقبلاً.

إصلاح الخطأ الحالي يكون بإعادة الخدمات التي توقفت، و لكن يبقى الجزء المهم و هو التأكد أن لا يحدث الخطأ مستقبلاً.
بعد تلقي الهجمات و الحصول على الخبرات تضع الدول قواعد و إجراءات و تغير في معايير و طرق الدفاع في مثل هذه الحالات بما يضمن أن لا يسقطوا تحت هجمات الأنونيموس مرة أخرى، إجراء منطقي و كل صاحب عقل سيقوم بذلك.
و لكن كيف تتأكد الدولة من أن هذه الإجراءات صحيحة و أنها تستطيع فعلاً الصمود أمام مثل هذه الهجمات؟ التجربة خير برهان.
فإذا ما آمنت دولة ما بأنها تستطيع مجابهة الهجمات الشرسة من الأنونيموس فلا بأس بأن تختبر نظامها لتتأكد من أن نظامها يعمل أو حتى أن تُحسّنه. إنها مسألة حسابية بين المخاطر و الفوائد.

تحليل هجمات أنونيموس

5.تحليل شامل لكافة الثغرات

القاعدة في المجال الأمني أن لا تثق في أحد، بل حتى لا تثق في التقنية التي تعتمد عليها!
بعض الدول تشتري أنظمة أمنية لحمايتها من هجمات متعددة أو حتى لإجراء التحليلات الأمنية أو الهجوم المضاد، عندما توضع هذه الأنظمة تحت الإختبار الحقيقي من الهجمات المهولة للأنونيموس فإنها تنكشف على حقيقتها من حيث قدرتها على تحمل الهجمات و الحماية، و هل هذه الأنظمة التي تم صرف الملايين عليها تساؤي قيمتها أم تحتوي على ثغرات.
حتى الإجراءات التي تضعها الدول على سبيل الحماية من الهجمات فإنها ثغراتها تنكشف عند تحميلها الحد الأقصى من الهجمات.
من أكثر الوسائل إعانة على كشف ثغرات الأنظمة الأمنية هي أن تضعه تحت هجمات الأنونيموس.

6.القدرة على الحياة بدون تقنية!

عندما تنكشف الأسرار و تظهر الحقائق… وتتوقف البنوك عن العمل و تضيع حسابات المستخدمين… وتنقطع الكهرباء و تغيب إشارات المرور..
عندها..
لا بد من تنفيذ خطة. خطة تم وضعها مسبقاً لتلافي المخاطر التي قد تحدث.
جميع الأحوال التي ذكرتها في هذه التدوينة قابلة للحدوث بتاثير هجمات القراصنة أو الأنونيموس، قد تتحول دولة كاملة إلى العصر الحجري بفعل هجمات إلكترونية! قد يحدث!
فماذا تفعل هذه الدول بغياب أكثر ما تعتمد عليه في إدارة أمورها (التقنية)..
بنفس القدر الذي ذكرته مسبقاً عن اختبار القدرات و كشف الثغرات يقع التاثير على اختبار الأنظمة اليدوية أو خطط الطوارئ غير التقنية بصورة عامة لتلافي الأضرار و إدارة الدولة و أمور العامة بأدنى تاثير ممكن.

7.عوائد مادية على الخزينة

عوائد الهجمات على الحكومات

هل يجب أن أعيد إختراع العجلة؟
عندما تتعرض دولةٌ ما لعدة هجمات من الأنونيموس فهذا له تأثيرات جيدة على المدى البعيد إذا ما تعاملت مع هذه الهجمات بحكمة و علم و اجتهاد.
هذه العلوم المتراكمة لها قيمة علمية و مادية أيضاً. و نشر هذه المعلومات بين الدول لن يكون بالمجان أو للمصلحة العامة، فالمسألة مسألة أمن قومي.
بل قد يصل الحال إلى أن ترفض بعض الدول أن تبيع هذه المعلومات لدول أخرى حتى تراها تنهار أو أن شعبها يعاني أو غير ذلك!
و لكن في الأفق عائد مادي يأتي، ليس بالضرورة على هيئة نقد و لكن قد يكون بمقابل سياسي أو اقتصادي أو غير ذلك من سبل تبادل المصالح بين الدول.
و إذا ما حدث هذا التبادل في المصالح،،، فتأكد أن المقابل ليس هيناً أبداً.

الهجمات التي تقوم بها أنوينموس بلا شك هي هجمات شرسة، مصدرها غامض و قد تكون لها أهداف خفية، و لكن قد رأينا كياناً غاصباً معادياً للإسلام تتكرر هجماتها و يصمد، و بلا شك فقد حصل على الأقل على بعض من هذه الفوائد السبع، فهل يا ترى يكون حالنا أفضل؟

مقالات مفيدة لك:


قد يعجبك أيضا

ما رأيك؟ اترك تعليقاً أدناه


{"email":"البريد الالكتروني غير صحيح","url":"رابط الموقع غير صحيح","required":"بعض الحقول المطلوبة لم تتم تعبئتها"}

نجاح!

تنبيه!

خطأ!